بفضل تركيز جهود الاندماج والتمثيل على توظيف السيدات. وأثمر هذا التغير في وجهات النظر إلى زيادة أرباح الشركات في قطاع التأمين وتحسين أدائها

في السير بالاتجاه الصحيح للممسامات بين الجنسين الامر الذي كان له الامر الايجابي

على مدار السنوات القليلة الماضية، أظهرت النتائج المالية أن الشركات التي تحقق مستويات أعلى من المساواة بين الجنسيات أقدر على تحقيق أفضل. تستعرض السيدة/ رغد حماد، من شركة الزعبي ومشاركوه للاستشارات القانونية، سُبل تحقيق المزيد من هذا التحسّن في قطاع التأمين بالشرق الأوسط.

المرأة في قطاع التأمين والمساواة بين الجنسين

في الاونة الأخيرة، شهدت شركات التأمين والمهن المرتبطة تحولا ملحوظا بزيادة نسبة توظيف المرـأة وتمكينها في قطاع التأمين في مناصب ادارية وفنية مهمة، الامر الذي اثمر في تحسين أداء عمل هذه الشركات وزيادة نسبة أرباحها.

الاثر الايجابي  للمساواة بين الجنسين

اظهرت النتائج المالية أن شركات التأمين والمهن المرتبطة التي تعتمد على سياسات داخلية واضحة لتحقيق مستوى عالي من المساوات بين الجنسين من حيث تكافؤ فرص العمل والاجور ، تحقق جودة اداء عمل عالية وزيادة أرباحها.

هذا وقد أظهرت العديد من الدراسات مدى جدوى الغرائز الطبيعية التي تتمتع بها المرأة وتأثيرها على قدرتها على الانتاجية العالية في إدارة المطالبات والاكتتاب وادارة المخاطر . وأحد العوامل المهمة لضمان نجاح هذا القطاع هو بناء علاقات وطيدة وشبكات عمل قوية من الاطراف الرئيسيين في هذا القطاع ، وهذا من المزايا الأساسية التي تتمتع بها المرأة.

وبالرغم من شح الفرص المتاحة أمام المرأة في قطاع التأمين بالشرق الأوسط خلال الفترة الماضية، شهدنا على مدار السنوات الماضية، ما حققته المرأة من تأثير على قطاع التأمين بالمنطقة، بفضل ما تبذله من جهود وعمل كاد، والذي يمر، غالبًا، دون تقدير لمستوى الاداء الذي تقدمه. وإنه لمن الضروري الاحتفاء بتلك المواهب والعمل الكاد والجهد والإبداع بإتاحة المزيد من الفرص أمامها لتحقيق نتائج أفضل.

مستجدات

شهدنا مؤخرا لدى العديد من دول المنطقة قيام مشرعيها باصدار قوانين وانظمة تتضمن الحث على المساواة بين الجنسين وعلى سبيل المثال صدور مرسوم اتحادي رقم 33 لسنة 2021 بشأن تنظيم علاقات العمل لدى دولة الامارات العربية المتحدة وما تضمنته المادة رقم 4 من ذات المرسوم والتي الزمت اصحاب العمل على الالتزام بالمساواه وعدم التمييز على أساس الجنس الذي يكون من شأنه التأثير على تكافؤ فرص العمل أو المساس في أسس المساواة بين الجنسين في الحصول على الوظيفة أو التمتع بمزاياها وحقوقها.

وقد تضمن نص المادة رقم 4 أيضا على الحظر على صاحب العمل التمييز في الاعمال ذات المهام الوظيفية الواحدة وذلك لضمان اعلى مستويات المساواة بين الجنسين.

الصعوبات التي ما زالت تواجهها المراة في قطاع التأمين

و بالرغم من الحث المستمر من قبل الجهات التشريعية لتعزيز المساواة بين الجنسين في جميع القطاعات و من ضمنها قطاع التأمين في الشرق الاوسط من حيث تكافؤ الاجور وفرص العمل المتاحة

الا أن مشكلة عدم المساواة بين الجنسين لم تحل بعد بشكل كامل ، حيث لا تزال هناك فجوة في الأجور وفرص العمل خصوصا في المناصب الادارية المهمة، حيث أنها بالغالب ليست متاحة للنساء العاملات في قطاع التأمين بالرغم من وجود عدد لا يستهان به من النساء الحاصلات على مؤهلات علمية عالية في مجال التأمين واللاتي اثبتن جدارتهم في جميع أنواع التأمين من حيث ادارة المطالبات والاكتتاب وادارة المخاطر ومعالجتها.

لذا يتحتم استهداف القضاء على مثل هذه المشاكل في الشركات العاملة في قطاع التأمين في المستقبل القريب لتعزيز المساواة بين الجنسين في هذا القطاع.

ما يجب ان يتم الاخذ في

في دراسة حديثة لمؤسسة Swiss Re ، أوصت بضرورة وضع الشركات العاملة في قطاع التأمين أهدافًا واضحة وأسس للتوظيف والترقية على أساس المهارات المكتسبة والمؤهلات العلمية مع ضرورة المساواة بين الجنسين، الأمر الذي سيؤدي بصفة أساسية إلى خلق بيئة عمل محايدة. وسيكون من المفيد أيضًا ألا يقتصر توظيف المرأة على نوع واحد من أنواع التأمين، بل يفضل أن يمتد لجميع مسارات وأنواع التأمين المختلفة للارتقاء بمستوى مشاركة المرأة، و لتحقيق نتائج أفضل بصفة عامة. ويتعين على الشركات تبني سياسات صارمة وواضحة للتعامل مع المشاكل الداخلية مثل عدم تكافؤ فرص العمل والأجور.

ومن الضروري أن تبدأ الشركات أيضًا في الإقرار بحاجتها إلى تحقيق التوازن بين الحياة والعمل، وتوفير ترتيبات عمل مرنة تناسب المرأة، مثل إمكانية العمل من المنزل والموازنة بين الموظفين بدوام جزئي ودوام كامل.

نشر الوعي والاحتفاء بتلك الجهود التي تبذلها المرأة هو من الجهود المهمة القادرة على تغيير قناعات الشركات العاملة في قطاع التأمين بالشرق الأوسط، لتتيح للمرأة وتفتح أمامها المزيد من الفرص الأفضل.

وقد بدأ قطاع التأمين بالفعل وبشكل ملحوظ في نشر المزيد من الوعي حول هذه المسألة مؤخرًا، من خلال الاحتفاء بجهود المرأة وتمكينها، وهذا في حد ذاته إنجاز ودليل على السعي المتواصل ليصبح قطاع حيادي يحقق المساواة بين الجنسين.

وقد نجحت بعض الشركات في صياغة سياسات فعّالة بخصوص المساواة في الأجور والفرص، وقد حان وقت تبني جميع شركات التأمين في الشرق الأوسط لتلك السياسات، وتمكين المرأة الموهوبة على وجه الخصوص بفضل ما سيكون لها من تأثير إيجابي على بناء قطاع ربحي ناجح

شريك ومدير تنفيذي / رغد حماد، في شركة الزعبي وشركاؤهم مستشارون قانونييون – دولة الامارات العربية المتحدة.



Recommended Posts